فصل: القسم الثاني من الطبقة الرابعة من الفرس وهم الساسانية والخبر عن ملوكهم الأكاسرة إلى حين الفتح الإسلامي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.القسم الثاني من الطبقة الرابعة من الفرس وهم الساسانية والخبر عن ملوكهم الأكاسرة إلى حين الفتح الإسلامي:

قال الطبري: وفي أيامه رأى الموبذان الإبل الصعاب تقود الخيل العراب وقد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها فأفزعه ذلك وقص الرؤيا على من يعبرها فقال: حادث يكون من العرب فكتب كسرى إلى النعمان أن يبعث إليه بمن يسأله عما يريده فبعث إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حسان بن نفيلة الغساني وقص عليه الرؤيا فدله على سطيح وقال له: إئته أنت فسار إليه وقص عليه الرؤيا فأخبره بتأويلها وأن ملك العرب سيظهر والقصة معروفة وكان فيما قاله سطيح إنه يملك من آل كسرى أربعة عشرة ملكا فاستطال كسرى المدة وملكوا كلهم في عشرين سنة أو نحوها.
وبعث عامل اليمن وهرز بهدية وأموال وطرف من اليمن إلى كسرى فأغار عليها بنو يربوع من تميم وأخذوها وجاء أصحاب العير إلى هوذة بن علي ملك اليمامة من بني حنيفة فسار معهم إلى كسرى فأكرمه وتوجه بعقد من لؤلؤ ومن ثم قيل له ذو التاج وكتب إلى عامله بالبحرين في شأنهم وكان كثيرا ما يوقع ببني تميم ويقطعهم حتى سموه المكفر فتحيل عليهم بالميرة ونادى مناديه في أحيائهم: إن الأمير يقسم فيكم بحصن المشعر ميرة فتسايلوا إليه ودخلوا الحصن فقتل الرجال وخصى الصبيان وجاءت هدية أخرى من اليمن على أرض الحجاز أجازها رجل من بني كنانة فعدت عليه قيس وقتلوه وأخذوا الهدية فنشأت الفتنة بين كنانة وقيس لأجل ذلك وكانت بينهما حرب الفجار عشرين سنة وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرا كان ينبل على أعمامه ثم هلك أنوشروان لثمان وأربعين من دولته وملك ابنه هرمز.
قال هشام: وكان عادلا حتى لقد أنصف من نفسه خصيا كان له وكانت له خؤلة في الترك وكان مع ذلك يقتل الأشراف والعلماء وزحف إليه ملك الترك شبابة في ثلثمائة ألف مقاتل فسار هرمز إلى هراة وباذغيس لحربهم وخالفه ملك الروم إلى ضواحي العراق وملك الخزر إلى الباب والأبواب وجموع العرب إلى شاطئ الفرات فعاثوا في البلاد ونهبوا واكتنفته الأعداء من كل جانب وبعث قائده بهرام صاحب الري إلى لقاء الترك وأقام هو بمكانه من خراسان بيت هراة وباذغيس وقاتل بهرام الترك وقتل ملكهم شبابة بسهم أصابه واستباح معسكره وأقام بمكانه فزحف إليه برمومة بن شبابة بالترك فهزمه بهرام وحاصره في بعض الحصون حتى استسلم وبعث به إلى هرمز أسيرا وبعث معه بالأموال والجواهر والآنية والسلاح وسائر الأمتعة يقال في مائتين وخمسين ألفا من الأحمال فوقع ذلك من هرمز أحسن المواقع وغص أهل الدولة ببهرام وفعله فأكثروا فيه السعاية وبلغ الخبر إلى بهرام فخشيه على نفسه فداخل من كان معه من المرازبة وخلعوا هرمز ودعوا لابنه أبرويز وداخلهم في أهل الدولة فلحق أبرويز بأذريبجان خائفا على نفسه واجتمع إليه المرازبة والأصبهبذيون فملكوه ووثب بالمدائن الأشراف والعظماء ونفدويه وبسطام خال أبرويز فخلعوا هرمز وحبسوه تحرزا من قتله.
وأقبل أبرويز بمن معه إلى المدائن فاستولى على الملك ثم نظر في أمر بهرام وتحرز منه وسار إليه وتوافقا بشط النهروان ودعاه أبرويز إلى الدخول في أمره ويشترط ما أحب فلم يقبل ذلك وناجزه الحرب فهزمه ثم عاود الحرب مرارا وأحس أبرويز بالقتل من أصحابه فرجع إلى المدائن منهزما وعرض على النعمان أن يركبه فرسه فنجا عليها وكان أبوه محبوسا بطبسون فأخبره الخبر وشاوره فأشار عليه بقصد موريق ملك الروم يستجيشه فمضى لذلك ونزل المدائن لاثنتي عشرة سنة من ملكه وفي بعض من طرق هذا الخبر أن أبروبز لما استوحش من أبيه هرمز لحق بأذربيجان واجتمع عليه من اجتمع ولم يحدث شيئا وبعث هرمز لمحاربة بهرام قائدا من مرازبته فانهزم وقتل ورجع فلهم إلى المدائن وبهرام في اتباعهم واضطرب هرمز وكتبت إليه أخت المرزبان المهزوم من بهرام تستحثه للملك فسار إلى المدائن وملك وأتاه أبوه فتواضع له أبرويز وتبرأ له من فعل الناس وأنه إنما حمله على ذلك الخوف وسأله أن ينتقم له ممن فعل به ذلك وأن يؤنسه بثلاثة من أهل النسب والحكمة يحادثهم كل يوم فأجابه واستأذنه في قتل بهرام جوبين فأشار به وأقبل بهرام حثيثا وبعث خاليه نفدويه وبسطام يستدعيانه للطاعة فرد أسوأ رد وقاتل أبرويز واشتدت الحرب بينهما ولما رأى أبرويز فشل أصحابه شاور أباه ولحق بملك الروم وقال له خالاه عند وصولهم من المدائن: نخشى أن يدخل بهرام المدائن ويملك أباك ويبعث فينا إلى ملك الروم وانطلقوا إلى المدائن فقتلوا هرمز ثم ساروا مع أبرويز وقطعوا الفرات واتبعتهم عساكر بهرام وقد وصلوا إلى تخوم الروم وقاتلوهم وأسروا نفدويه خال أبرويز ورجعوا عنهم ولحق أبرويز ومن معه بأنطاكية وبعث إلى قيصر موريق يستنجده فأجابه وأكرمه وزوجه ابنته مريم وبعث إليه أخاه بناطوس بستين ألف مقاتل وقائدهم واشترط عليه الإتاوة التي كان الروم يحملونها فقبل وسار بالعساكر إلى أذربيجان ووافاه هنالك خاله نفدويه هاربا من الأسر الذي كانوا أسروه ثم بعث العساكر من أذربيجان مع أصبهبذ الناحية فانهزم بهرام جوبين ولحق بالترك وسار أبرويز إلى المدائن فدخلها وفرق في الروم عشرين ألف ألف دينار وأطلقهم إلى قيصر.
وأقام بهرام عند ملك الترك وصانع أبرويز عليه ملك الترك وزوجته حتى دست عليه من قتله واغتم لذلك ملك الترك وطلقها من أجله وبعث إلى أخت بهرام أن يتزوجها فامتنعت ثم أخذ أبرويز في مهاداة قيصر موريق وألطافه وخلعه الروم وقتلوه وملكوا عليهم ملكا اسمه قوفا قيصر ولحق بأبرويز فبعث العساكر على ثلاثة من القواد وسار أحدهم ودوخوا الشام إلى فلسطين ووصلوا إلى بيت المقدس فأخذوا أسقفتها ومن كان بها من الأقسة وطالبوهم بخشبة الصليب فاستخرجوها من الدفن وبعثوا بها إلى كسرى وسار منهم قائد آخر إلى مصر واسكندرية وبلاد النوبة فملكوا ذلك كله وقصد الثالث قسطنطينية وخيم على الخليج وعاث في ممالك الروم.
ولم يجب أحد إلى طاعة ابن موريق وقتل الروم قوفا الذي كانوا ملكوه لما ظهر من فجوره وملكوا عليهم هرقل فافتتح أمره بغزو بلاد كسرى وبلغ نصيبين فبعث كسرى قائدا من أساورته فبلغ الموصل وأقام عليها يمنع الروم المجاوزة وجاز هرقل من مكان آخر إلى جند فارس فأمر كسرى قائده بقتاله فانهزم وقتل وظفر هرقل بحصن كسرى وبالمدائن ووصل هرقل قريبا منها ثم رجع وأولع كسرى العقوبة بالجند المنهزمين وكتب إلى سخراب بالقدوم من خراسان وبعثه بالعساكر وبعث هرقل عساكره والتقيا بأذرعات وبصرى فغلبهم عساكر فارس وسار سخراب في أرض الروم يخرب ويقتل ويسبي حتى بلغ القسطنطينية ورجع وعزله أبرويز عن خراسان وولى أخاه.
وفي مناوبة هذا الغلب بين فارس والروم نزلت الآيات من أول سورة الروم قال الطبري: وأدنى الأرض التي أشارت إليها الآية هي أذرعات وبصرى التي كانت بها هذه الحروب ثم غلبت الروم لسبع سنين من ذلك العهد وأخبر المسلمون بذلك الوعد الكريم لما أهمهم من غلب فارس الروم لأن قريشا كانوا يتشيعون لفارس لأنهم غير دائنين بكتاب والمسلمون يودون غلب الروم لأنهم أهل كتاب وفي كتب التفسير بسط ما وقع في ذلك بينهم.
وأبرويز هذا هو الذي قتل النعمان بن المنذر ملك العرب وعامله على الحيرة سخطه بسعاية عدي بن زيد العبادي وزير النعمان وكان قد قتل أباه وبعثه إلى كسرى ليكون عنده ترجمانا للعرب كما كان أبوه قد فعل بسعايته في النعمان وحمله على أن يخطب إليه ابنته وبعث إليه رسوله بذلك عدي بن زيد فترجم له عنه في ذلك مقالة قبيحة أحفظت كسرى أبرويز مع ما كان تقدم له في منعه الفرس يوم بهرام كما تقدم فاستدعاه أبرويز وحبسه بساباط ثم أمر به فطرح للفيلة وولى على العرب بعده أياس بن قبيصة الطائي جزاء بوفاء ابن عمه حسان يوم بهرام كما تقدم ثم كان على عهده وقعة ذي قار لبكر بن وائل معهم من عبس وتميم على الباهوت مسلحة كسرى بالحيرة ومن معه من طيء كان سببها أن النعمان بن المنذر أودع سلاحه عند هانيء بن مسعود الشيباني وكانت شكة ألف فارس وطلبها كسرى منه فأبى إلا أن يردها إلى بيته فآذنه كسرى بالحرب وآذنوه بها وبعث كسرى إلى أياس أن يزحف إليه بالمسالح التي كانت ببلاد العرب بأن يوافوا أياسا واقتتلوا بذي قار وانهزمت الفرس ومن معهم وفيها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اليوم انتصف العرب من العجم وبي نصروا» أوحى إليه بذلك أو نفث في روعه قيل إن ذلك كان بمكة وقيل بالمدينة بعد وقعة بدر بأشهر.
وفي أيام أبرويز كانت البعثة لعشرين من ملكه وقيل لاثنتين وثلاثين حكاه الطبري وبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه يدعوه إلى الإسلام كما تقدم في أخبار اليمن وكما يأتي في أخبار الهجرة.
ولما طال ملك أبرويز بطر وأشر وخسر الناس في أموالهم وولى عليهم الظلمة وضيق عليهم المعاش وبغض عليهم ملكه وقال هشام: جمع أبرويز من المال ما لم يجمعه أحد وبلغت عساكره القسطنطينية وأفريقية وكان يشتو بالمدائن ويصيف بهمدان وكان له اثنتا عشرة ألف امرأة وألف فيل وخمسون ألف دابة وبنى بيوت النيران وأقام فيها اثني عشر ألف هربذ وأحصى جبايته لثمان عشرة سنة من ملكه فكان أربعمائة ألف ألف مكررة مرتين وعشرون ألف ألف مثلها فحمل إلى بيت المال بمدينة طبسون وكانت هنالك أموال أخرى من ضرب فيروز بن يزدجرد منها اثنا عشر ألف بدرة في كل بدرة من الورق مصارفة أربعة آلاف مثقال فتكون جملتها ثمانية وأربعين ألف ألف مثقال مكررة مرتين في صنوف من الجواهر والطيوب والأمتعة والآنية لا يحصيها إلا الله تعالى ثم بلغ من عتوه واستخفافه بالناس أنه أمر بقتل المقيدين في سجونه وكانوا ستة وثلاثين ألفا فنقم ذلك عليه أهل الدولة وأطلقوا ابنه شيرويه واسمه قباذ وكان محبوسا مع أولاده كلهم لإنذار بعض المنجمين له بأن بعض ولده يغتاله فحبسهم وأطلق أهل الدولة شيرويه وجمعوا إليه المقيدين الذين أمر بقتلهم ونهض إلى قصور الملك بمدينة نهرشير فملكها وحبس أبرويز وبعث إلى ابنه شيرويه يعنفه فلم يرض ذلك أهل الدولة وحملوه على قتله وقتل لثمان وثلاثين سنة من ملكه وجاءته أختاه بوران وأزرميدخت فأسمعتاه وأغلظتا له فيما فعل فبكى ورمى التاج عن رأسه وهلك لثمانية أشهر من مقتل أبيه في طاعون وهلك فيه نصف الناس أو ثلثهم وكان مهلكه لسبع من الهجرة فيما قال السهيلي.
ثم ولي ملك الفرس من بعده ابنه أردشير طفلا ابن سبع سنين لم يجدوا من بين الملك سواه لأن أبرويز كان قتل المرشحين كلهم من بينيه وبني أبيه فملك عظماء فارس هذا الطفل أردشير وكفله بهادرخشنش صاحب المائدة في الدولة فأحسن سياسة ملكه وكان شهريران بتخوم الروم في جند ضمهم إليه أبرويز وحموهم هنالك وصاحب الشورى في دولتهم ولما يشاوروه في ذلك غضب وبسط يده في القتل وطمع في الشورى في دولتهم ولما لم يشاوروه في ذلك غضب وبسط يده في القتل وطمع في الملك وأطاعه من كان معه من العساكر وأقبل إلى المدائن وتحصن بهادرخشنش بمدينة طبسون دار الملك ونقل إليها الأموال والذخائر وأبناء الملوك وحاصرها شهريران فامتنعت ثم داخل بعض العسس ففتحوا له الباب فاقتحمها وقتل العظماء واستصفى الأموال وفضح النساء.
وبعث أردشير الطفل الملك من قتله لسنة ونصف من ملكه وملك شهريران على التخت ولم يكن من بيت الملك وامتعض لقتل أردشير جماعة من عظماء الدولة وفيهم زادان فروخ وشهريران ووهب مؤدب الأساورة وأجمعوا على قتل شهريران وداخلوا في ذلك بعض حرس الملك فتعاقدوا على قتله وكانوا يعملون قدام الملك في الأيام والمشاهد سماطين مر بهم شهريران بعض أيام بين السماطين وهم مسلحون فلما حاذاهم طعنوه فقتلوه وقتلوا العظماء بعد قتل أردشير الطفل.
ثم ملكوا بوران بنت أبروبز ودفعت أمر الدولة إلى قبائل شهريران من حرس الملك وهو فروج بن ماخدشيراز من أهل إصطخر ورفعت رتبته وأسقطت الخراج عن الناس وأمرت برم القناطير والجسور وضرب الورق وردت خشبة الصليب على الجاثليق ملك الروم وهلكت لسنة وأربعة أشهر وملكوا بعدها خشنشده من عمومة أبرويز عشرين يوما فملك أقل من شهر ثم ملك أزرميدخت بنت أبرويز وكانت من أجل نسائهم وكان عظيم فارس يومئذ هرمز أصبهبذ خراسان فأرسل إليها في التزويج فقالت هو حرام على الملكة ودعته ليلة كذا فجاء وقد عهدت إلى صاحب حرسها أن يقتله ففعل فأصبح بدار الملك قتيلا وأخفي أثره وكان لما سار إلى أزرميدخت استخلف على خراسان ابنه رستم فلما سمع بخبر أبيه أقبل في جند عظيم حتى نزل المدائن وملكها وسمل أزرميدخت وقتلها وقيل سمها فماتت وذلك لستة أشهر من ملكها وملكوا بعدها رجلا من نسل أردشير بن بابك وقتل لأيام قلائل وقيل بل هو من ولد أبرويز اسمه فروخ زاذ بن خسرو وجدوه بحصن الحجارة قريب نصيبين فجاءوا به إلى المدائن وملكوه ثم عصوا عليه فقتلوه وقيل لما قتل كسرى بن مهرخشنش طلب عظماء فارس من يولونه الملك ولو من قبل النساء فأتى برجل وجد بميسان اسمه فيروز بن مهرخشنش ويسمى أيضا خشنشدة أمه صهاربخت بنت يرادقرار بن أنوشروان فملكوه كرها ثم قتلوه بعد أيام قلائل ثم شخص رجل من عظماء الموالي وهو رئيس الخول إلى ناحية الغرب فاستخرج من حصن الحجارة قرب نصيبين إبنا لكسرى كان لجأ إلى طبسون فملكوه ثم خلعوه وقتلوه لستة أشهر من ملكه.
وقال بعضهم: كان أهل اصطخر قد ظفروا بيزدجرد بن شهريار بن أبرويز فلما بلغهم أن أهل المدائن عصوا على ابن خسرو فروخ زاذ أتوا بيزدجرد من بيت النار الذي عندهم ويدعى أردشير فملكوه بإصطخر وأقبلوا به إلى المدائن وقتلوا فروخ زاذ خسرو لسنة من ملكه واستقل يزدجرد بالملك وكان أعظم وزرائه رئيس الموالي الذي جاء بفرخزاد خسرو من حصن الحجارة وضعفت مملكة فارس وتغلب الأعداء على الأطراف من كل جانب فزحف إليهم العرب المسلمون بعد سنتين من ملكه وقيل بعد أربع فكانت أخبار دولته كلها هي أخبار الفتح نذكرها هنالك إلى أن قتل بمرو بعد نيف وعشرين سنة من ملكه.
هذه هي سياقة الخبر عن دولة هؤلاء الأكاسرة الساسانية عند الطبري ثم قال آخرها: فجميع سني العالم من آدم إلى الهجرة على ما يزعمه اليهود أربعة آلاف سنة وستمائة واثنان وأربعون سنة وعلى ما يدعيه النصارى في توراة اليونانيين ستة آلاف سنة غير ثمان سنين وعلى ما يقوله الفرس إلى مقتل يزدجرد أربعة آلاف ومائة وثمانون سنة ومقتل يزدجرد عندهم لثلاثين من الهجرة وأما عند أهل الإسلام فبين آدم ونوح عشرة قرون والقرن مائة سنة وبين نوح وإبراهيم كذلك وبين إبراهيم وموسى كذلك ونقله الطبري عن ابن عباس وعن محمد بن عمرو بن واقد الإسلامي عن جماعة من أهل العلم وقال: إن الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة ورواه عن سلمان الفارسي وكعب الأحبار والله أعلم بالحق في ذلك والبقاء لله الواحد القهار.